المَجْلِسُ لُغويًّا، هو: اِسمٌ مُشتق مِن المَصدرِ “جَلَسَ”، وجمعُ الاِسم المُفرد مِنهُ “مَجَالِس”، وهو مَكان “الجُلُوس”. لكن “المَجْلِس” بالمعنى الواسع، هو مكانٌ يجتمعُ فيه أفراد الأسرة الواحدة أو الجيران، وفيه يتمُ اِستقبال الضّيوف. وهو المكان الّذي يتم فيه تداول الأخبار والشّائعات، وسرد القِصص فِي الأُمسيات، ومُناقشة الأحداث المحليّة، وحل المُشكلات، والتّوسّط فِي النِّزاعات، والتّرنم بِالأُغنيات الشَّعبيّة المُتوراثة عَبر الأجيال، وإِلقاء القصائد، وهذا كُلّه يُسهمُ فِي تَعزّيز أواصر العلاقات الإنْسانيّة والاِجتماعيّة.
المَجْلِسُ، هو مكان للاجتماع غير الرَّسميّ، ويُمكن لأيّ شخص حُضوره. سَجَّادٌ مُزخَّرفٌ يُزيِّنٌ الأرضيَّات، والوسائد التّقليديّة تُرَصُّ إلى الجدرانِ، والصَّناديق والطَّاولات الخشبيّة الجميلة المُطعَّمة بِالعاجِ، والمُوزاييك الفَاخر تَتَوَسَط الغُرف وأركانها. وقد تمتْ رعاية تقاليد المَجلِس وتبادلها بين الدُّول العربيّة لِقرون عديدة. وفي عام 2015، تمّ إدراج هذا التَّقليد فِي قائمة اليونسكو للتراث الحضاريّ غير المادي.
واليوم يمكنكم أن تعايشوا تجربة المجلس في برلين، الذي ينّظمه الدّيوان فِي خيمة عربية فِي الحديقة. حيث يُوَفّر مَجْلِس الديوان فرصةً فريدةً لِتجربة هذا التّقليد العربيّ العريق. فِي الوقت نفسه، يُعد مَجلس الدّيوان مِنصَّة للتبادلِ الثّقافيّ مِن خلال النّدوات والنِّقاشات المَفتوحة والمُحادثات. ستُقام فعَّاليات المَجلس بِشكْلٍ دَوّري، بالتناوب بِاللُّغتين الألمانيّة والعربيّة: مع ضيفٌ خاص لِمناقشة موضوع معين.
يتم تقدّيم القهوة العربيّة التّقليديّة خلال فعَّاليات المَجلس. هذه القهوة، هي رمزُ الضّيافة العَربيّة الأصِيلَة، واتلي تُعَّد أيضًا جُزْءَاً من التُّراث الإنساني غَير الماديّ لليونسكو. تُدير فعَّاليات المَجلس بِاللّغةِ الألمانية السيدة يوليانه هيلشر، مقدمة البرامج التّلفزيونيّة المَعروفة والكاتبة، ورئيسة نادي برلين للصحافة (BPC). وبِالمقابل يُدير فَعَّاليات المَجْلِس بِاللُّغة العربيّة، الإعلامي البارز في تلفزيون دويتشه فيله، أحمد عُبيدة.